الخطبة الاولى
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
اولا ينبغي ان نقدم المنة الى الله سبحانه وتعالى على هذا الظل الظليل الذي من علينا به في هذا الاسبوع فشكرا له عدد ما في علمه وزنة عرشه وملء كونه ومداد قلمه وانت قلت يا رباه ((اشكروني ولا تكفرون)) وقلت ((لان شكرتم لازيدنكم وان كفرتم ان عذابي لشديد)).
وليت شعري يا سيدي والهي ومولاي اتسلط النار على وجوه خرت لعظمتك ساجدة وعلى السن نطقت بتوحيدك صادقة وبشكرك مادحة وعلى قلوب اعترفت بالهيتك محققة وعلى ضمائر حوت من العلم بك حتى صارت خاشعة وعلى جوارح سعت الى اوطان تعبدك طائعة واشارت باستغفارك مذعنة. ما هكذا الظن بك ولا اخبرنا بفضلك عنك يا كريم يا رب وانت تعلم ضعفي عن قليل من بلاء الدنيا وعقوباتها وما يجري فيها من المكاره على اهلها على ان ذلك بلاء ومكره قليل مكثه يسير بقاؤه قصير مدته فكيف احتمالي لبلاء الاخرة وجليل وقوع المكاره فيها وهو بلاء تطول مدته ويدوم مقامه ولا يخفف عن اهله لانه لا يكون الا عن غضبك وانتقامك وسخطك وهذا ما لا تقوم له السماوات والارض يا سيدي فكيف بي وانا عبدك الضعيف الذليل الحقير المسكين المستكين. يا الهي وربي وسيدي ومولاي لاي الامور اليك اشكو ولما منها اضج وابكي لاليم العذاب وشدته ام لطول البلاء ومدته فلئن صيرتني للعقوبات مع اعدائك وجمعت بيني وبين اهل بلائك وفرقت بيني وبين احبائك واوليائك فهبني يا الهي وسيدي ومولاي وربي صبرت على عذابك فكيف اصبر على فراقك وهبني يا الهي صبرت على حر نارك فكيف اصبر عن النظر الى كرامتك ام كيف اسكن في النار ورجائي عفوك فبعزتك يا سيدي ومولاي اقسم صادقا لان تركتني ناطقا لاضجن اليك بين اهلها ضجيج الاملين ولاصرخن اليك صراخ المستصرخين ولابكين عليك بكاء الفاقدين ولانادينك اين كنت يا ولي المؤمنين يا غاية امال العارفين يا غياث المستغيثين يا حبيب قلوب الصادقين ويا اله العالمين.
اللهم صل على المصطفى محمد والمرتضى علي والمجتبى الحسن والشهيد الحسين والزهراء فاطمة والسجاد علي والباقر محمد والصادق جعفر والكاظم موسى والرضا علي والتقي الجواد محمد والنقي الهادي علي والعسكري الحسن والحجة الهادي المهدي بقيتك في ارضك وحجتك على عبادك. اللهم انصر من نصره واخذل من خذله وارنا الطلعة البهية بقدرتك ورحمتك يا ارحم الراحمين.
اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون.
اود ان اتعرض في هذا اليوم الى موضوعين مهمين، احدهما اكرس له الخطبة الاولى والثاني اكرس له الخطبة الثانية انشاء الله اذا بقيت الحياة.
اما الموضوع الاول فاريد ان افتح اعينكم عليه والظاهر انكم كلكم غافلون عنه. فركوا في امور دينكم اكثر مما انتم تفكرون. ما هو ؟ حبيبي .. مقتضى القاعدة الشرعية ان تكون المساجد والمراقد المقدسة للمعصومين (عليهم السلام) وغير المعصومين (رضوان الله عليهم) ان تكون المساجد والمراقد تحت سيطرة واشراف الحوزة الشريفة والمرجعية الجليلة وليس لاحد حق ان يتصرف فيها الا باذنها وتوجيهها لان المسألة بالاساس هي مسألة دينية والدين كله بيد الحوزة جيلا بعد جيل فليس من الانصاف ان يكون بعض الدين بيد الحوزة وبعض الدين خارج عن يد الحوزة.
وقد كان ذلك فعلا موجودا منذ زمان المعصومين سلام الله عليهم الى عصر الشيخ صاحب الجواهر (قدس الله روحه) حيث كان العلماء ردحا طويلا من الزمن وعلى مرور قرون ـ في الحقيقة ـ هم الذين يعينون السادن او الكليدار الذي هو المسؤول الرئيسي في العتبة، في هذه العتبة او تلك او في هذا المسجد او ذاك، بيد العلماء صرف حتى آل الامر الى مرجعية الشيخ صاحب الجواهر (قدس سره) فعين شخصا (فلان يسموه انا لا احفظ الاسماء بالضبط) جعله كيلدار لصحن امير المؤمنين ثم توفي الشيخ صاحب الجواهر (قدس سره) وكان المفروض بهذا السادن ان يأخذ الاذن من المرجع الذي بعده او ان يعطيه الحق بعزله ولربما ان الذي جاء بعد الشيخ صاحب الجواهر ما كان راضيا عن تصرفات هذا الرجل واراد تغييره فعصى وبقي على السدانة والكليدارية وتسلسل الامر الى الان وخرجت الكليدارية في كل العراق عن الحوزة الشريفة.
وانا رأيت اذنا مكتوبا من قبل احد المراجع المتأخرين وهو السيد محسن الحكيم (قدس سره) الى سادن حرم الكاظمين (عليهما السلام) في حينه : الشيخ عبد الحميد الكليدار باجازة التصرف باموال الضريح وفيها على ما اتذكر الاذن بان يصرف على نفسه واخوته واسرته واعمامه واخواله بمقدار ما يجد فيه المصلحة ثم يصرف الباقي على الفقراء والمحتاجين ولم يطالبه السيد الحكيم (قدس سره) بان يدفع اليه من اموال الضريح ولا فلس واحد. والمهم ان الشيخ عبد الحميد كان متورعا بهذا المقدار في اخذ الاجازة لا اقل من الناحية الشكلية اذا سألوه انه انت بأي حق تتصرف في اموال الضريح يقول بانه انا آخذ اجازة من المرجع الذي اقلده. ومن المظنون انه انما كانت اجازة بكل المبلغ لانه ليس هناك امل ان يدفع اليه شيئا لو طالبه به بطبيعة الحال.
ونحن نعلم ان السادن في بعض الدول المسلمة رجال دين كما في ايران والسعودية وكل واحد حسب مذهبه ولذا كان يعتقد العوام ولعلهم لا زالوا ـ انت ارجع الى وجدانك ـ اليس تجد ان السادن والخدمة انما هم رجال دين كثير هذا الاعتقاد موجود، كأن الحوزة بدرجة عالية تمثل رجال الدين والخدمة والسدنة يمثلون رجال الدين بدرجة ادنى فلذا يعطوهم الحقوق ويسألونهم عن الفتاوى والمشاكل الدينية ونحو ذلك فهل هذا المطلب صحيح ؟ انا هذا الذي اريد ان احذركم منه.
الا ان المسألة منذ وفاة الشيخ صاحب الجواهر الى الان، قد انفصلت عن الحوزة وعن المرجعية الى ان سيطرت عليها وزارة الاوقاف من حوالي ثلاثين سنة والى الان واصبح السدنة والخدمة مجرد موظفين لا يقيمون وزنا لاي امر ديني او دنيوي الا لوظائفهم الحكومية واوامر وزارة الاوقاف فيتوجهون كـ(زار) اللعبة بيد الموجه لهم، وهم منقطعوا الصلة بالمرة عن الحوزة وعن العلماء والحوزة منهم براء وهم ايضا براء من الحوزة.
ولو ان الامر اقتصر على ذلك لكان وجها وان كان وجه قابل للمناقشة، لكن الى الان مثلا نتننزل بالقبول. الا ان الامر زاد على ذلك حتى اننا لو التفتنا اليهم وتعرفنا على حقائقهم لوجدناهم جميعا الا من ندر ربما اقل من واحد بالمائة منهم خوش آدمي، له باب وجواب انا لا اريد ان استغيب الكل، لكن عمومهم ليسوا كذلك. اننا لو تعرفنا على حقائقهم لوجدناهم جميعا الا من ندر فسقة فجرة شاربي الخمر وزناة واهل لواط ويأكلون المال الحرام ويخدعون الزوار بمختلف انواع الخداع لمجرد الحصول على المزيد من المال، ويعملون امورا لم ترد في الكتاب والسنة اطلاقا كـ(الدود) الذي يوزع ـ يكسب عليه فلوس ـ انما هو يشتريه من البزاز ويبيعه على الزائر وليس فيه اية شرفية ولا بركة اصلا، اصلا من يده النجسة يكون هذا نجس. اعلنه الان امامكم جميعا والخيوط التي يلفونها حول الضريح الشريف ويلمسون النساء بعنوان التبرك وكثير هذا يحدث ربما يوميا يحدث مع شديد الاسف.
وكذلك اغلبهم لا يصلون ولا يصومون ولا يخمسون ولا يزكون ـ رأيت واحدا داق بابك يعطيك خمس، حق الامام ـ اتحدى ذلك منذ مئات السنين وليس الان، اما الان تحت الصفر بكثير من الناحية الدينية. ولا يصومون ولا يخمسون ولا يزكون وكيف شارب الخمر يصلي او يخمس او يزكي.
وهم يسرقون اموال الحرم، وما يوقفه الزوار يسرقونه بكثافة شديدة وخاصة السدنة والخدمة المهمون، فمثلا انا اعطي زولية تفرش في الحرم يوم واحد او يومين او ثلاثة ما دام الزائر موجودا قبل ان يسافر حتى يراها، بمجرد ان ركب السيارة ودار ظهره وراح فان هذه الزولية (تتلفلف) والى الابد لا يراها احد وكل الاشياء هكذا، كل الموقوفات هكذا.
واذا ذهبت الى بيوت السدنة واضرابهم تجد التحف والمعلقات والصور والفرش والذهب، كله من السرقة من المعصومين (سلام الله عليهم) وهذا متواتر وقد يصدف انني انا رأيته بعيني ربما كان في سنين قديمة عنده تعزية او كذا واحد منهم نروح فنجد ذلك عيانا وهذا ما يبديه وما عنده مانع ان يروه الناس فكيف ما يخفيه الذي هو اكثر واكثر بطبيعة الحال.
ومن هنا ملكوا البيوت الفارهة والسيارات الثمينة والذهب الكثير. واما الذبائح والغنم وغيرها مما يسحبه الخدم من الزوار فحدث عنه ولا حرج وفي كل يوم على الاطلاق يحصل ذلك ولا يعلم الزائر البسيط انه لم تبرأ ذمته وانه وصلت ذبيحته الى انسان شارب الخمر وتارك الصلاة وغير متورع بل هو من اعداء الله بكل تاكيد حتى اننا نسأل هل ظاهرهم الصلاح ؟ كلا، بل ظاهرهم الفساد وانت بمجرد ان تنظر الى وجوههم وعيونهم والتفاتاتهم تجد فيها الضلال والطمع بالدنيا والبعد عن الاخرة.
وكان بعض الخدمة يقوم بقراءة الزيارة لعدد من الزائرين ويأخذ على ذلك مالا وهذا جيد الا ان الامر تقلص واصبح يأخذ المال بدون مقابل قهرا على الزائرين وبخدعة الزائرين.
فالمهم هو الحذر الحذر من هذا الوضع الفاسد المنحرف فان اعطاءهم المال باطل وغير مفرغ للذمة وليس عليه ثواب بل عليه عقاب لانه تأييد للظلم والاثم ولاعداء الله سبحانه وتعالى. ويكفي ان يحذر الناس منهم فيقاطعونهم لعلهم يتذكرون او يتفكرون او يتوبون وهيهات ان يتوبوا لانهم غير مستحقين للتوبة.
بسم الله الرحمن الرحيم (هذه سورة جيدة طلعت باذن الله)
بسم الله الرحمن الرحيم
ويل لكل همزة لمزة * الذي جمع مالا وعدده * يحسب ان ماله اخلده * كلا لينبذن في الحطمة * وما ادراك ما الحطمة * نار الله الموقدة * التي تطلع على الافئدة * انها عليهم مؤصدة * في عمد ممدة * صدق الله العلي العظيم