الخطبة الاولى
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
يا امير المؤمنين يا امام المتقين
انك النور المبين من اله العالمين
انت يا زوج البتول انت يا صهر الرسول
انت يا عز العقول يا كريم الاكرمين
يا امير المؤمنين يا امام المتقين
انك النور المبين من اله العالمين
انك اللطف العظيم انك المن القديم
انك النور العميم انك الحبل المتين
يا امير المؤمنين يا امام المتقين
انك النور المبين من اله العالمين
انك الجحد الاثيل حامل الحمل الثقيل
صاحب السيف الثقيل يا عظيم الاعظمين
يا امير المؤمنين يا امام المتقين
انك النور المبين من اله العالمين
انك المولى الوصي انك النور المضي
انك الروح الرضي يا امام العالمين
يا امير المؤمنين يا امام المتقين
انك النور المبين من اله العالمين
يا امامي يا علي يا عظيم يا ولي
يا مجيد يا صفي يا امام العارفين
يا امير المؤمنين يا امام المتقين
انك النور المبين من اله العالمين
انك الحرب الاليم والبلاء المستديم
لانحراف الفاسقين وضلال القاسطين
يا امير المؤمنين يا امام المتقين
انك النور المبين من اله العالمين
انك الحق الصريح انك الصبح المريح
انك التجر الربيح يا مذل الماكرين
يا امير المؤمنين يا امام المتقين
انك النور المبين من اله العالمين
انك النور العميم والصراط المستقيم
انت في اللطف قديم يا معز المؤمنين
يا امير المؤمنين يا امام المتقين
انك النور المبين من اله العالمين
يا امام الصابرين يا مثال العابدين
يا معز الزاهدين يا شفيع المذنبين
يا امير المؤمنين يا امام المتقين
انك النور المبين من اله العالمين
انك السيف الطويل لاباطيل الذليل
انك المحق الاصيل لفساد المارقين
يا امير المؤمنين يا امام المتقين
انك النور المبين من اله العالمين
انك العلم الاصيل انك الحق الجزيل
انك الرد المزيل لدعاوى الناكثين
يا امير المؤمنين يا امام المتقين
انك النور المبين من اله العالمين
انت عز الصالحين انت حرب الفاسقين
انت لطف الساجدين انت ذل العاندين
يا امير المؤمنين يا امام المتقين
انك النور المبين من اله العالمين
انت لطف الله فينا يا امام المتقين
عظم الله بقتلك من اجور المؤمنين
يا امير المؤمنين يا امام المتقين
انك النور المبين من اله العالمين
عظم الله بقتلك اجر مولانا الرسول
عظم الله بقتلك اجر زهرانا البتول
يا امير المؤمنين يا امام المتقين
انك النور المبين من اله العالمين
اي جرم للئيم هو في الذل مقيم
خسيء الكفر الذي فيك من المجترئين
يا امير المؤمنين يا امام المتقين
انك النور المبين من اله العالمين
انها ضربة غدر من شرار العالمين
اوجبت فوزا عظيما لك في الافق المبين
يا امير المؤمنين يا امام المتقين
انك النور المبين من اله العالمين
سببت مجدا كبيرا عند رب العالمين
صرت روحا سرمديا فوق عقل العاقلين
يا امير المؤمنين يا امام المتقين
انك النور المبين من اله العالمين
صرت مجدا ابديا صرت نورا ازليا
صرت نبراسا قويا يا امير المؤمنين
يا امير المؤمنين يا امام المتقين
انك النور المبين من اله العالمين
لا اله الا الله الها واحدا ونحن له مسلمون. لا اله الا الله ولا نعبد الا اياه مخلصين له الدين ولو كره المشركون. لا اله الا الله ربنا ورب ابائنا الاولين. لا اله الا الله وحده وحده وحده انجز وعده ونصر عبده واعز جنده وهزم الاحزاب وحده فله الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير.اللهم اهدني من عندك وافض علي من فضلك وانشر علي من رحمتك وانزل علي من بركاتك سبحانك لا اله الا انت اغفر لي ذنوبي كلها جميعا فانه لا يغفر الذنوب كلها جميعا الا انت. اللعهم اني اسألك من كل خير احاط به علمك واعوذ بك من كل شر احاط به علمك اللهم اني اسألك عافيتك في اموري كلها واعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الاخرة واعوذ بوجهك الكريم وعزتك التي لا ترام وقدرتك التي لا يمتنع منها شيء من شر الدنيا وشر الاخرة ومن شر الاوجاع كلها ومن شر كل دابة انت آخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. توكلت على الحي الذي لا يموت والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا.
الان نؤدي الصلوات باسم مولانا امير المؤمنين (سلام الله عليه) …
اللهم صل على محمد وال محمد رحمك الله يا ابا الحسن كنت اول القوم اسلاما واخلصهم ايمانا واشدهم يقينا واخوفهم لله عز وجل واعظمهم عناءا واحوطهم على رسول الله وآمنهم على اصحابه وافضلهم مناقب واكرمهم سوابق وارفعهم درجة واقربهم من رسول الله (صلى الله عليه واله) واشبههم به هديا وخلقا وسمتا وفعلا واشرفهم منزلة واكرمهم عليه فجزاك الله عن الاسلام وعن رسول الله (صلى الله عليه واله) وعن المسلمين خيرا قويت حين ضعف اصحابه وبرزت حين استكانوا ونهضت حين وهنوا ولزمت منهاج رسول الله (صلى الله عليه واله) اذ هم اصحابه وكنت خليفة وحقا لم تنازع ولم تضرع برغم المنافقين وغيض الكافرين وكره الحاسدين وصغر الفاسقين فقمت بالامر حين فشلوا ونطقت حين تتعتعوا ومضيت بنور الله اذ وقفوا فاتبعوك فهدوا وكنت اخفضهم صوتا واعلاهم قنوتا واقلهم كلاما واصوبهم نطقا واكبرهم رأيا واشجعهم قلبا واشدهم يقينا واحسنهم عملا واعرفهم بالامور كنت والله يعسوبا للدين اولا وآخرا الاول حين تفرق الناس والاخر حين فشلوا كنت للمؤمنين ابا رحيما اذ صاروا عليك عيالا فحملت اثقال ما عنها ضعفوا وحفظت ما اضاعوا ورأيت ما اهملوا وشمرت اذ اجتمعوا وعلوت اذ هلعوا وصبرت اذا فزعوا وادركت اوتار ما طلبوا ونالوا بك ما لم يحتسبوا كنت للكافرين عذابا صبا ونهيا وللمؤمنين عمدا وحصنا فطرت والله بنعمائها وفزت بحبائها واحرزت سوابقها وذهبت بفضائلها لم تغلل حجتك ولم يزغ قلبك ولم تضعف بصيرتك ولم تجبن نفسك ولم تخن كنت كالجبل لا تحركه العواصف وكنت كما قال (عليه السلام): (امن الناس في صحبتك وذات يدك) وكنت كما قال (عليه السلام) ضعف في بدنك قويا في امر الله متواضعا في نفسك عظيما عند الله كبيرا في الارض جليلا عند المؤمنين لم يكن لاحد فيك مهمز ول لقائل فيك مغمز ولا لاحد فيك مطمع ولا لاحد عندك هوادة الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ له بحقه والقوي العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تأخذ منه الحق والقريب والبعيد عندك في ذلك سواء شأنك الحق والصدق والرفق وقولك حكم وحتم وامرك حلم وحزم ورأيك علم وعزم فيما فعلت وقد نهج بك السبيل وسهل بك العسير واطفيء بك النيران واعتدل بك الدين وقوي بك الاسلام والمؤمنون وسبقت سبقا بعيدا واتعبت من بعدك بعدا شديدا وجللت عن البكاء وعظمت رزيتك في السماء وهدت مصيبتك الانام فانا لله وانا اليه راجعون رضنا عن الله قضاءه وسلمنا لله امره فوالله لن يصاب المسلمون بمثلك ابدا كنت للؤمنين كهفا وحصنا وقنة راسية وعلى الكافرين غلظة وغيظا فالحقك الله بنبيه ولا حرمنا اجرك ولا اظلنا بعدك يا امير المؤمنين.
هذه المناسبة وان كانت مناسبة الحديث عن مولانا امير المؤمنين عليه افضل الصلاة والسلام الا انها في نفس الوقت مناسبة الحديث عن ليلة القدر غير ان مناسبات ذكر امير المؤمنين (عليه السلام) تتكرر في كثير من ايام السنة بخلاف الحديث عن ليلة القدر فانها خاصة بمثل هذا الموسم من كل عام كما تعلمون.
فاريد الان ان اتحدث عن ليلة القدر وذلك في عدة نقاط :
النقطة الاولى : ان ليلة القدر واقعة خلال شهر رمضان المبارك ونفهم ذلك بعد ضم آيتين او ثلاث آيات الى بعضها البعض:
اولا : ما دل على ان القرآن انزل في ليلة القدر وهو قوله تعالى : ((انا انزلناه في ليلة القدر)). وقوله تعالى : ((انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين)).
ثانيا : ما دل على ان القرآن انزل في شهر رمضان وهو قوله تعالى : ((شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن)). اذن فقد انزل القرآن في شهر رمضان وهو ايضا قد انزلفي ليلة القدر فاذا كان احدهما غير الاخر لم يكن ذلك ممكنا لتعذر ان ينزل مرتين لانه من تحصيل الحاصل فيتعين ان تكون ليلة القدر من ضمن ليالي شهر رمضان. ومعه فما دل من الروايات او من الاحتمال لدى المتشرعة من كون ليلة القدر محتملة في كل ايام السنة او في بعضها خارج الشهر المبارك اي خارج شهر رمضان المبارك كالنصف من شهر شعبان مثلا او غيرها يكون مرفوضا لانه مخالف لكتاب الله اعني مخالف لظاهر القرآن الكريم وظاهر القرآن حجة وقد ورد عنهم (عليهم السلام) ما مضمونه : (ما خالف قول ربنا زخرف باطل اضرب به عرض الجدار).
النقطة الثانية : اننا نعرف بعد ضم الايتين السابقتين ما هو المهم والمنصوص من صفات ليلة القدر وهما قوله تعالى : ((انا انزلناه في ليلة القدر * ليلة القدر خير من الف شهر * تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر * سلام هي حتى مطلع الفجر *) وقوله تعالى : (انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين * فيها يفرق كل امر حكيم امرا من عندنا انا كنا مرسلين * رحمة من ربك انه هو السميع العليم *).
فبعد ان نعرف من سورة القدر ان القرآن الكريم انزل في ليلة القدر نعرف من الاية الاخرى انها هي الليلة المباركة حيث يقول : ((انا انزلناه في ليلة مباركة)) وان كل تلك الاوصاف الاخرى والمزايا انما هي اوصاف ومزايا لليلة القدر نفسها ومجمل تلك الاوصاف المذكورة في كلا السياقين باختصار طبعا كما يلي :
اولا : انها ليلة القدر والقدر هنا اما بمعنى الشأن العظيم واما من القضاء والقدر كما قال تعالى : ((فيها يفرق كل امر حكيم امرا من عندنا انا كنا مرسلين)).
ثانيا : انها ليلة مباركة والبركة في اللغة هي الزيادة والمراد بها هنا العطاء الالهي والرحمة كما قال تعالى : ((ولدينا مزيد)).
ثالثا : انها خير من الف شهر وقد فسر في بعض الروايات بان المراد من (الف شهر) ليس فيها ليلة القدر. وفسر ايضا مدة ملك بني امية تقريبا وكلاهما امر معقول. وقد يمكن بشيء من التعقيل ارجاع المعنيين الى معنى واحد كما فصلنا القول فيه في منة المنان الجزء الاول مطبوع.
رابعا : انها تنزل الملائكة والروح خلالها ونزولها يكونكلا الامرين وهما الرحمات الالهية والاوامر الالهية التي تطبق في تلك السنة حسب القضاء والقدر او ان نزولهم يكون بنفسه رحمة وتأييدا واحتراما للمؤمنين الراعيين المتعبدين في تلك الليلة والمستغفريت في الاسحار.
خامسا : انها من كل امر سلام. والسلام ضد الحرب يعني ان الصفة العامة عليها هو كونها رحمة وليس غضبا ولطفا وليست انتقاما وذلك شامل لكل الامور والاشياء حتى الذنوب فان ليلة القدر تكون سببا للعفو والغفران.
سادسا : ان هذه الرحمة وهذا السلام ونزول الملائكة والروح يستمر طول الليل حتى مطلع الفجر فان الفجر هو نهاية الليل الشرعي كما نعلم وبالفجر يبدأ النهار الشرعي نهار الصوم طبعا والاية لا تنص على اول الليل لانه واضح عرفا يقول: ((حتى مطلع الفجر)) من اولها اما نهايتها فغير مذكور والاية لا تنص على اول الليل لانه واضح عرفا وهو غروب الشمس. غير ان مزايا ليلةو القدر تنقطع عند الفجر لا عند طلوع الشمس.
سابعا : انها يفرق فيها كل امر حكيم. والفرق هنا (يفرق فيها) اما من التفريق والتوزيع للاوامر بين البشر وبين الخلق اجمعين فيعطى كل واحد منهم ما يناسبه وما يطابق مقتضى الحكمة في حاله. او ان الفرق هنا من البت والحتم الموجود في القضاء والقدر الالهيين لان هذا الحكم يوجب الفرق وهو الدهشة والعجب والخوف فعبر بالسبب بلفظ المسبب.
ثامنا : ان كل هذا يحدث بامر الله وحسن تدبيره كما قال تعال : ((امرنا من عندنا)) اي منا وبعلمنا حسب ظاهر الاية عرفا.
تاسعا : انها ليلة ارسال الرحمة الى العالمين كما قال تعالى : ((انا كنا مرسلين رحمة من ربك)) اذا فهمنا من قوله ((رحمة)) مفعول به لمرسلين وهذا الرحمة هنا نكرة لافادة عموم الجنس ولا يحتمل ان يراد بها القلة طبعا. واما اذا كانت رحمة هنا منصوب على الحالية فيكون المعنى الارسال لشيء آخر وان سبب الارسال والغاية منها هو الرحمة ولا يحتمل ان يراد الارسال هنا ارسال الانبياء والرسل لوضوح ان ارسالهم لا يكون خلال ليلة القدر فقط بل خلال الاشهر والسنين والقرون المتطاولة وانما المراد امور اخرى كارسال الملائكة والروح او ارسال العطاء والثواب او ارسال الاوامر بالقضاء والقدر.
عاشرا : انها الليلة التي انزل فيها القرآن كما سنشير في النقطة التالية.
النقطة الثالثة : ان انزال القرآن في ليلة القدر لا يراد به انزاله تدريجيا على النبي (صلى الله عليه واله) لوضوح ان هذا الانزال التدريجي كان خلال ثلاثة وعشرون سنة من حياته (صلى الله عليه واله) وفي مختلف الاماكن والشهور كما لا يراد به البدء بنزول القرآن لانه من الواضح لدى المتشرعة والمنصوص في عدد من الروايات كون بدء النزول هو بدء الرسالة في غار حراء وذلك في يوم السابع والعشرين من شهر رجب وليس في شهر رمضان ولا في ليلة القدر ولا يمكن القول ان ليلة السابع والعشرين من رجب هي ليلة القدر ليكون القرآن بادءا فيها وذلك بعد دلالة الايات الاخرى بانحصار ليلة القدر في شهر رمضان المبارك ولا يحتمل كونها خارجة عنها فاذا التفتنا الى ان ظهور الايات الكريمة كلها بالنزول لكل القرآن الكريم كأنه نزل دفعة واحدة كما قال تعالى : ((شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن)) يعني كله، هكذا ظاهره. وقال : ((انا انزلناه في ليلة القدر)) وقال : ((انا انزلناه في ليلة مباركة)).
اذن يتعين ان يكون هذا النزول الدفعي للقرآن الكريم هو غير ذلك الذي نعرفه من النزول التدريجي اللفظي او الظاهري على رسول الله (صلى الله عليه واله) خلال السنين بل هو نزول روحي سابق عليه فيدل على ان القرآن نزل دفعة وجملة واحدة على قلب رسول الله (صلى الله عليه واله) قبل نزوله التدريجي يعني قبل البدء بنزوله اصلا كما قال تعالى : ((وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين)) والظاهر عود الضمير الى القرآن كله كما في الايات السابقة ومن هنا يمكن ان نستنتج بوضوح انه حين بدء الوحي بالقرآن الكريم & عالما بمعانيه كان النبي (صلى الله عليه واله) عالما بمعانيه وتفاصيله ومدركا لمراميه ووجوه الحكمة فيه لانه موجود في قلبه ووعيه في ذلك الحين ومن هنا لا يمكن ان يكون رد الفعل تجاه الوحي ساعتئذ هو الخوف والانفعال والجهل بالحال كما هو ظاهر الرواية المشهورة المروية في صحيح البخاري والتي سبق ان ناقشناها في بعض الجمعات السابقة.
بسم الله الرحمن الرحيم ويل لكل همزة لمزة * الذي جمع مالا وعدده * يحسب ان ماله اخلده * كلا لينبذن في الحطمة * وما ادراك ما الحطمة * نار الله الوقدة * التي تطلع على الافئدة * انها عليهم مؤصدة * في عمد ممددة *
صدق الله العلي العظيم