عدد الرسائل : 14 العمر : 53 تاريخ التسجيل : 25/06/2008
موضوع: السيد محمد باقر الصدر اخلاق وسياسة صادق الزويني الأربعاء 23 يوليو - 5:54
السيد محمد باقر الصدر ( قدس سره)
أخلاق وسياسة
الحلقة الاولى
بسم الله الرحمن الرحيم
توجد علاقة بين الاخلاق والسياسة ومن الصعب عزل احدهما عن الاخر نظرياً وعملياً .
وكلا الامرين شاملين لكافة مجالات الحياة لا انفصال بينهما ، كما يعبرون عن انفصال الدين عن السياسة والاخلاق هو الدين بعينه ، لان من لم يكن له اخلاق لا يكن متدين ، هذا نظرياً .
اما عملياً : فان الدين قد اكد على الاخلاق في جميع مجالات الحياة ومنها السياسة طبعاً .
فقد ورد بما مضمونه : انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق فأننا نجد ان مكارم الاخلاق بتمامها عند الرسول الكريم6 ، علماً انهم كانوا يخضون في السياسة حسب ما ورد[1] : وساسة العباد وأركان البلاد } ، فأن هذا المنحى منحى الاخلاق تجسد في نفس السيد محمد باقر الصدر ، وكذا فأن السيد محمد باقر الصدر كان في قمة ساسة العباد في عصره . حتى كان 1 جبل شامخاً في الاخلاق ، وهذا الجبل ناشئاً من نفسه الزكية ،فأن سلوكه الاخلاقي العرفاني لا يتحمله العامة واغلب الناس .
حيث انه نظر الى المجتمع آنذاك نظره عميقة فانتجت منه المصلحة الضرورية من ظهور امام المجتمع بمظهر الظاهر وغض النظر عن الباطن او مستوى الاخلاق المعمق سواء في سلوكه الشخصي او في افعاله او اقواله او توجيهاته القيادية ، لان القضية الرئيسية هي ايصال فكره الى المجتمع وهي حسن العدل وقبح الظلـم وان هذه الفكرة يكون منبعها الاخلاق ومصبها او محط رحالها هي السياسة .
وبعدما عرفنا الرابطة الوثيقة بين الاخلاق والسياسة الا اننا ينبغي ان نلاحظ مستويات التي تشمل الاخلاق او الطرق التي توصل الى الدرجات العالية من الاخلاق التي وصل اليها السيد محمد باقر الصدر .
المستوى الاول: الالتزام بالواجبات والمحرمات وهذا المستوى الالزامي .
المستوى الثاني: الالتزام بفعل المستحبات وترك المكروهات ، وهي التي تعتبر اول الخطوات نحو الكمال الاخلاقي اللائق او اللامتناهي ، وهذا المستوى غير الالزامي .
المستوى الثالث: تطبيق التعاليم المعمقة للسلوك الاخلاقي العالي الذي يختص بالقله من الافراد ، وهو ممن يتحملونه ، ومصداق هذا المستوى هو السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد الصدر . وكيف لا يكون السيد محمد باقر الصدر مصداق لهذا المستوى وتلميذه السيد محمد الصدر الذي شهد له بعلو اخلاقه ورفعة منزلته ، لان الاستاذ الذي يخرج الافضل والاعلى ، فهو افضل واعلى مع زياده .
ونحن في هذا البحث سنتحدث عن المستوى الثاني فقط ، لاننا ليس لنا الاستطاعة لكي نعرف او نتكلم عن علومه المعمقة او سلوكه الاخلاقي المعمق او درجته العالية ، لا والف لا .
كيف للادنى ان يتكلم عن ما في نفس الاعلى فقد ورد في الدعاء بما مضمونه : تعرف ما في نفسي ولا اعرف ما في نفسك .
النقطة الثانية : التزامه بقضاء حاجة الاخرين والمساكين والسعي في الصلح بين المجتمعات وبين المذاهب والاديان .
النقطة الثالثة: كان غير ملتفتاً الى الدنيا وراغباً في الاخرى .
النقطة الرابعة : كان يؤكد على ارتفاع مستوى العقلي للفرد ، كحسن الفهم للامور الدينية والاخلاقية ، وطرح الامور الباطلة.
النقطة الخامسة : تأكيده على الصبر في الشدائد والتسليم لامر الله سبحانه والخشوع في الصلاة ، فقد ورد انه لا يدخل في الصلاة : الا بعد ان يترك الدنيا او يخرج منها الى الله سبحانه وتعالى روحاً ونفساً تاركاً وراءه كل شئ . فمن كانت نفسه صافية وقلبه طاهر فنيته حسنة فقد كان تارك اهمية عمله الصالح الى رحمة الله سبحانه التي وسعت كل شئ والتي لا نهاية لها ، كما لا نهاية لكرمه سبحانه ولا مانع لعطائه .
ولا محالة فان العمل الصالح الظاهري يتحدد ويتأقلم باقليم المحتوى الداخلي للفرد ، كالحرارة تزيد عند زيادة النار وتضعف عند قلتها . فكذلك الصلاة مثلاً . اذا كانت تصدر باخلاص كبير تكون اقرب واسرع الى الباري عز وجل .
اذن فالجزء الاهم والاعظم من العمل سواء كان في الاخلاق او السياسة ، هو العمل في المحتوى الداخلي للانسان ، وهذا ما رأيناه في الحبيب السيد محمد باقر الصدر 1 .
ان وجود السيد محمد باقر الصدر في تلك المرحلة حسب اعتقادي هي راجعة الى الفيض الالهي ومن انواره ومن ظلاله ومن آثار رحمته ، فان رحمة الله وسعت كل شئ ، لان المجتمع في تلك المرحلة ، مجتمع ناقص ، بعيد ، كثير العلل ، كثير الاهواه قريب من الشيطان بعيد عن الرحمن ، وعنده ضعف العقيدة ، حتى تصارع عليه التيار الشيوعي والتيار البعثي الكافر ، فكان السيد رحمته من البارئ عز وجل ، فاستطاع ان ينتصر على الفكر الشيوعي وتدميره عند النفوس ، وخاصة في العراق ، وثم اخذ يحارب الفكر البعثي اللعين .
لان السيد كان لا يشرك في الله سبحانه طرفة عين فكيف بالفكر الشيوعي والفكر البعثي ؟ فهو ، اعني السيد لا يعتقد بشئ مستقل بوجوده وذاته عن الله سبحانه ، والشيوعيون والبعثيون يعتقدون بالاستقلالية عن الله سبحانه . من باب عدم تدخل الدين في او قل بالسياسة .!
علماً انه كان ذات طاعة عجيبة ان صح التعبير لله سبحانه وتعالى . ولم يكن يعتقد بلزوم طاعة مستقله عن طاعة الله عز وجل ، او بتعبير آخر : طاعة غير الله وغير من امر الله سبحانه بطاعته . ومن ذلك عبادة الطواغيت والظالمين والشياطين . بمعنى طاعتهم في عصيان الله عز وجل . كما يعبرون عن قولهم : طبق ثم ناقش !! .
فكان السيد محمد باقر الصدر له اخلاق عالية ومضبوطة فهو 1 امر بين أمرين كالكرم بين البخل والتبذير ، والشجاعة بين الجبن والتهور .
ومن اخلاقه ان له ميزان في تقييم الامور والاهداف فما حسنة الدين فهو يحسنه وما قبحه الدين فهو بقبحه فهو يعطي الاهمية بأحد امرين لا ثالث لهما : اما ان تكون مع الله سبحانه ، واما مع غيره ، فكان 1 مع الله فكان الله معه .
مع العلم ان السيد المرجع كان ناكراً لذاته امام الله سبحانه فهذا الموقف الحقيقي الاخلاقي ناتجاً من رفعة نفسه الزكية ، لانه كلما ارتفعت نفسه الزكية عظم نكرانه لذاته حتى اصبح امام الله سبحانه ، او بالاحرى يرى نفسه ليست ذات اهمية تذكر عند الله بل يرى هناك اعظم من نفسه الزكية ، كمشاكل المجتمع وقضاياه المصيرية . حتى اصبح مصداقاً لعنوان الزمرة الصالحة التي قال تعالى في حقها : { وكانوا لنا خاشعين } .
وقد يكون الخشوع عند النظر الى العقوبة ، لما فيها من التذلل امام المعاقب ، والخشوع ليس حالة جسدية . وان كانت قد تدل حالة الجسد على ذلك الا ان حالة الجسد قد تخلو من الاخلاص ، والعياذ بالله .
ومن هنا قال[2] : لان الخشوع قابل للاستمرار او التكرار كثيرا ، في كل عمل صالح ، لان خشوع الجسد موقت بطبيعة تكوينه ، ومن الصعب جداً ان يستمر ما دام الفرد مسؤولاً عن حياته الدنيا ، واما خشوع القلب فهو قابل للتكرار والاستمرار ، مع حسن التوفيق الالهي ) .
ان من المعروف عند اهل الاخلاق ان عند نزول البلاء الدنيوي والمصاعب على الفرد المسلم يقلل العبادة والنوافل ، ريثما يزول البلاء ، فيعود الفرد الى حالة العبادة السابقة ، مع حسن التوفيق ، لكن السيد محمد باقر الصدر كان كجده الامام الحسين يكثر من الدعاء والعبادة عند نزول البلاء وتشدد المحنة ، حتى ورد انه يكثر من قول لا حول ولا قوة الا بالله .
وكانت المحنة التي اخذت منه الوقت والنفس هي السياسة فكان نعمه السياسي ونعمه السياسة التي تخرج منه ، حيث استطاع ان يدخل السياسة في الدين او قل في فروع الدين أي بمعنى انها من ضمن فقرات بعض فروع الدين ، كالامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد ، مضافاً الى امور اخرى خارج ذلك نسبيا ، كالنصيحة للمؤمن الواجبة او المستحبة فكان مصدراً للعبرة والهداية ، كما قال الله سبحانه :
{ سنريهم أياتنا في الافاق وفي انفسهم }.
وكما قال الشاعر :
وفي كل شئ له آية تدل على انه الواحد
فأصبح 1 اية لله في أرضه وحجة من حججه ورحمة في زمانه والى الان نحن عيش ببركة افكاره وعلومه ، كأقتصادنا وفلسفتنا وكثير . اذا انه موجب للهداية كما قلنا ، فيجب التفات الفرد الى افكاره لأنه تربية المعصومين .
قال تعالى : ((إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ )) وليس المراد بالسماع هنا سماع الصوت .
والسياسة عندما تكون في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ان لا يلزم منها ضرر على النفس او العرض او المال لكن السيد دخل السياسة مع كل هذه الصعوبات ولم يبالي حتى ضحى بالنفس والاهل من اجل الامة والوطن في سبيل الله ، والجود بالنفس اقصى غاية الجود .
بطاقة الشخصية الوطن: البحرين msn: أروع القلوب قلب يخشى الله وأجمل الكلام ذكر الله وأنقى الحب الحب في الله نشاط العضو: (100/150)
موضوع: رد: السيد محمد باقر الصدر اخلاق وسياسة صادق الزويني الأربعاء 23 يوليو - 15:43
احسنت اخي صادق ويارك الله فيك
رحم الله السيدين الشهيدين والعلويه الشهيده آل الصدر وشهداء آل الصدر واسكتهم فسيح جناته وحشرنا واياهم مع النبي محمد وآل محمد
صادق الزويني عضو جديد
عدد الرسائل : 14 العمر : 53 تاريخ التسجيل : 25/06/2008
موضوع: رد: السيد محمد باقر الصدر اخلاق وسياسة صادق الزويني الأحد 27 يوليو - 7:59
الحلقة الثانية
وهنا نذكر بعض مميزات السيد محمد باقر الصدر الاخلاقية .
اولاً : انه كان معتصماً بالله عز وجل : (( ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقين )) .
ثانياً : انه كان متوكل على الله . قال الله سبحانه : (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )).
ثالثاً. كان 1 يحسن الظن بالله في كل شئ ، في السياسة وفي غيرها . قال امير المؤمنين (( والذي لا اله الا هو لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله الا كان عند ظن عبده المؤمن )) .
رابعاً: انه كان صابراً صبوراً في كافة المجالات .
منها : الصبر على طاعة الله ، ومنها : الصبر عن معصية الله ، ومنها : الصبر على البلاء .
خامساً : انه توجد عنده عفة عن اموال الآخرين .
سادساً : انه كان عظيم الحلم ، كاظم الغيظ وخاصة في اوقات الحرج والتحدي والسياسة .
سادساً: انه منصف الناس حتى من نفسه الزكية .
سابعاً :
له صفة حسده عليها الكثير في اوساط الحوزة وغيرها ، الا وهي الزهد في الدنيا وترك الرغبة فيها .
مع العلم ان السيد لو تكلمنا عن جهاده لما وسعت هذه الوريقات . فانه غني عن التعريف فماذا نتكلم ، نتكلم عن جهادة في تحمل المصاعب في داخل المجتمع المسلم ، او جهاده في الدفاع عن الدين وصد الشبهات من قبل الكفار والملحدين ، وجهاده في قضاء حاجة المحتاجين ، او جهاده ضد النفس الامارة بالسوء ، او جهاده ضد الشيطان ، او جهاده ضد الكفار او ضد البغاة . فكان في قتله راحة للكفار والمنافقين ، لكن لم يحسبوها صحيحاً ، كما يعبرون ، مثل ما قال الشاعر :
اقتلوني يا فتاتي ان في قتلي حياتي
حيث بدأ جهاده ضد الكفار بالوقوف في وجهه الشيوعيون، عندما قال قولته الشهيره: ( انا حينما مر بالعراق المد الاحمر (( الشيوعي )) حينما مرّ ذلك المد الشيوعي بالعراق ، كنت الف مرة ومرة أمتحن نفسي ... أوجه الى نفسي هذا السؤال :
اني أنا الان أشعر بألم شديد ّ لأن العراق مهدد شيوعياً ، لكن هل أني سوف اشعر بنفس هذا الالم ... بنفس هذه الدرجة لو ان هذا الخطر وجه الى ايران بدلاً عن العراق ... لو وجه الى باكستان بدلاً عن العراق وايران ... لو وجه الى بلد آخر من بلاد المسلمين الكبرى . بدلاً عن هذه البلاد . هل سوف اشعر بنفس الالم او لا أشعر بنفس الالم ؟ أوجه السؤال الى نفسي حتى امتحن نفسي لارى ان هذا الالم الذي اعيشه لاجل تغلغل الشيوعية في العراق هل هو الم لخبزٍ سوف ينقطع عني ؟ لمقامٍ شخصي سوف يتهدم ؟ لكيان سوف يضيع ؟ لان مصالحي الشخصية مرتبطة بالاسلام الى حد ما ، فهل ان المي لاجل ان هذه المصالح الشخصية اصبحت في خطر ؟ اذا كان هكذا ... اذن فسوف يكون ألمي للشيوعية في العراق اشد من المي للشيوعية في ايران ... او اشد من المي للشيوعية في باكستان .
وأما اذا كان ألمي لله تعالى ، اذا كان ألمي لاني اريد ان يعبد الله في الارض ... وأريد ان لا يخرج الناس من دين الله افواجاً . فحينئذٍ سوف ارتفع عن حدود العراق وايران وباكستان . سوف اعيش لمصالح الاسلام . سوف أتفاعل مع الاخطار التي تهدد الاسلام بدرجة واحدة دون فرق بين العراق وايران وباكستان وبين أرجاء العالم الاسلامي الاخرى ) .
اذاً فأن السيد يرُيد ان يعلمنا كيف هو الشعور الحقيقي تجاه الامة . لأنه يجب علينا ان نكون ممن يعملون لله وحده ، دون غيره ، من شعور ومن خوف ومن الالم الى ... الخ.
فان صفات السياسي الحقيقي المخلص لله والوطن والامة ، او قل الامة قبل الوطن ، هي يجب ان تكون نيته وعمله وقوله والامه لله وحده حتى تكون سياسته صحيحة ومقبولة عند الله وعند المجتمع . مثل ما قال سماحته 1 ( كل واحد منا يجب ان يحاسب نفسه قبل أن يدخل الى محاسبة الاخرين ) أي قبل ان يدخل في أي سياسة .
وهذه السياسة هي الارضية التي كانت ولا تزال تساهم في خلق المشاكل في طريقنا وفي تكوين المحن في وجوهنا ، حيث استطع السيد محمد باقر الصدر ان يرجع هذه المحنة الى عاملين نفسيين اساسيين وهما :
العامل الاول : هو عدم الشعور التفصيلي بالارتباط بالله تعالى.
والعامل الثاني: هو ان الاخلاقية التي كنا نعيشها ليست اخلاقية الانسان لا يصلح للعمل الحقيقي[1] او لا يصلح للسياسة .
فأننا نرى اليوم ان السياسي بعيد عن الله بعيد عن المجتمع بعيد عن الاخلاق ، شعوره مبهم غامض وتتراكم عليه مشاعر أخرى لا ترتبط بالله ، طائفياً سوى في المذهب او للدين او للفكر المنحفر ، عكس السيد 1 فانه سياسي واخلاقي وقريباً من الله ، بعيداً عن الشيطان ، قريباً من المجتمع ، بعيداً عن السلطان .
لكن السياسيين اليوم لا تجد عندهم صدقاً ولا وفاءً ولكن تجد عندهم الخديعة ونكران الجميل لا نكران الذات يتمايلون مع المصالح الشخصية سواء كانت مع عدوهم ام كان صديقهم يكذبوا بألسنتهم ويحقدوا بقلوبهم ، ويعبسوا بوجوهم ، سمعتهم ملطخة ، اعمالهم مفسقه ، وحدتهم ممزقة ، نياتهم مبعثرة . وجوههم ساخطة عكس سماحة السيد فأنه كان يقول ( اننا مدعوون من قبله سبحانه وتعالى الى بذل كل وجودنا وامكانياتنا في سبيله ، هذا الشعور حيث اننا لم نعشه ، لم نصانع وجها واحداً ولما كنا لم نصانع وجهاً واحداً لم يكفنا الوجوه كلها .
الائمة: بالرغم من انهم كانوا مضطهدين من قبل سلاطين وقتهم ، وكانوا دائماً يعيشون المحنة من حكام زمانهم ، بالرغم من ان اجهزة تلك المكونات كانت كلها تقوم على اساس الدعاية ضدهم ، وعلى اساس نشر المفاهيم المعاكسة لخطهم[2].
حيث ان السيد قد ربط بين الاخلاق والسياسة في احدى محاضراته القيمة بعنوان اخلاقية الانسان العامل . حيث قال في فقرة من فقرات هذه المحاضرة : ( الاخلاقية التي كنا نعيشها من نقاطها الرئيسية الارتباط بالمصلحة الشخصية بدلاً عن الاستعداد للتضحية . نحن بحاجة الى اخلاقية التضخية بدلاً عن اخلاقية المصلحة الشخصية[3] نحن بحاجة الى ان نكون على اهبةٍ لايثار المصلحة العامة للكيان على المصلحة الخاصة لهذا الفرد او لذاك الفرد ... نحن لا بدلنا من اخلاقية التضحية بالمصالح الخاصة في سبيل المصالح العامة أمام ما كنا نعيشه ، أما ما كان موجوداً فهو على الغالب ايثار للمصلحة الخاصة على المصلحة العامة . وانتصاراً للساسه الحقيقين يجب ان نذكرهم باسمائهم حتى يكونون قدوة لسياسيون الجدد ، كالصدر الاول والصدر الثاني والخالصي الابن والبغدادي وكاشف الغطاء وغيرهم من العلماء العاملين .
فأن الامة بحاجة لهؤلاء او مثلهم الذين يقدمون انفسهم كمشروع سياسي استشهادي لا مصالحي من اجل النهوض بالامة ، وتلبية حاجات المجتمع الاسلامي ككل ، ولو يجب ان نكون الانطلاقة الاولى من العراق لان العراق هو نقطة بداية السياسة والسياسيون والهداه والمفكرون .
فأن السيد محمد باقر الصدر هو قدوة هؤلاء السياسيون والمفكرون ، لذا فأننا عندما نذكر او ندافع عن هذا السياسي العظيم والمرجع الكبير والاعتراف بعلميته وجهاده واجتهاده وجرأته ، لا يعني في كل الاحوال أننا طائفيون ، بل لو كان السيد محمد باقر الصدر على غير مذهب وكان بهذا المستوى من الاخلاق والسياسة والشجاعة لما تغير من مدحنا او قل لما تغير من فهمنا له قدر نملة .
الا اننا قاصرون ومقصرون لان السيد محمد باقر الصدر لو كان مسيحياً ، او قل غربياً لقاموا الدنيا ولم يقعدوها علينا ، لكننا لا نصل لفهم افكاره او شجاعته وهل كانت شجاعته ، شجاعة زائدة عن الغير ام كانت تهور ؟ وحاشاه من التهور .
لان السياسة تحتاج الى شجاعة زائدة عن شجاعة الافراد الاخرين ، لان العالم الديني لديه شجاعة في اعطاء الحكم الشرعي ، والطالب لديه شجاعه لاتخاذ القرار الصعب بسلك أي مسلك يكون ذات علاقة بالدين والدنيا . كطب مثلاً . وهكذا .
والشجاعة التي تكون عند القائد يجب ان تكون ربانية ، حتى يستطيع القائد بنهوض الامة والمجتمع ومن هنا يمكن ان نقول ان مسار حركة الامة اللاحق سيتوقف على هذه القيادة الشجاعة.
وهذا لا نفهم منه ان السياسة الحقيقية تنطوي عند الاسلاميون فقط ، بل ان هناك من الذين لا يتصلون بالدين بالصله وهم في قمه السياسة ، كما نرى او رئيس فنزويلا مثلاً . لكن تجد ان هنا في حقل الاسلاميون من يخوض بالسياسة خوض الابله ، يمشون في صحراء السياسة ولا يعرفون اين رجالهم. ( ولا يدخل هذا الكلام في حيز التضحية الساذجة او يستبطن دعوة الاخرين الى عدم نقد الاسلامين بأي صورة من الصور ، بقدر ما تنطوي على نقيضه ، تنطوي على التفتيش عن قراءات للواقع والتحول الاجتماعي – السياسي الذي يمر به العراق حالياً ، وهي قراءات محدودة ، كما هي محدودة لدى الاسلاميين ، وحتى في تاريخ العراق المعاصر[4]).
اذاً كلما كتبنا عن هذا العلم وهذا الجبل ، لم نحط به احاطه كاملة وبليغة ، لاننا قاصرون عن فهم شخصيته ، وعظيم نعمته ، وسعه صدره ، ومعالي اخلاقه ، وهذا البحث هو شئ ليس ذو اهمية تجاه هذا السياسي العظيم ، والمفكر الجليل ، وهو السيد محمد باقر الصدر 1 واخر المطاف أهدي هذا الكلام او قل هذا البحث القصير والقاصر ... الى سيدي ومولاي الشهيد السعيد محمد باقر الصدر وارفع الى مقامه الكريم ... بكل أدب واحترام ... هذا المجهود .. عسى ان ينفع المؤمنين وغاية جهدي هو الله ورسوله ولولايه امير المؤمنين 7 ، ومحبة الشهيدين الصدرين ، عسى ان يشفع لي حتى اكون احد جنود الامام المنتظر الحجة عليه وآبائه افضل واكمل واجمل واعظم واكبر صلاة صلاها الله ورسوله والمؤمنون والملائكة والناس اجمعين والحمد لله رب العالمين .
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين .
صادق خزعل الزويني
11 صفر الخير 1427 هـ
[1] المحاضرة الثانية السابع والعشرين من صفر ، سنة 1389 هـ .
عدد الرسائل : 971 العمر : 62 تاريخ التسجيل : 26/06/2007
بطاقة الشخصية الوطن: العراق msn: أروع القلوب قلب يخشى الله وأجمل الكلام ذكر الله وأنقى الحب الحب في الله نشاط العضو: (65/150)
موضوع: رد: السيد محمد باقر الصدر اخلاق وسياسة صادق الزويني الأحد 27 يوليو - 13:06
بسم الله الرحمن الرحيم فعلا اخي العزيز كلام جميل بعنوانه وكلماته الاجمل والقناعه كنز لايفنى سلمت اناميلك وسلمت من كل شر والله لايحرمنا من هذه المواضيع الجميله والمفيده التى تقوم بطرحها فلك كل الحب والتقدير وتقبل اسماء تحياتي القلبيه 0 والسلام اخوكم المسك