بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم وانصرنا بقائمهم ياكريم
عن يعلى بن مُرَّةَ قالَ : سمعتُ رسول اللهِّ صلّى اللّهُ عليهِ والهِ يقولُ : «حسينٌ منِّي وأَنا من حسينٍ ؛ أحبَّ اللهُّ من أَحبَّ حسيناً ؛ حسينٌ سبطٌ منَ الأسباطِ »
عن أَبي عَوانَةَ رفعَه إِلى النّبيِّ صلّى اللّهُ عليهِ وآلهِ قالَ : قالَ رسولُ اللّهِ : «إِنّ الحسنَ والحسينَ شَنَفَ العرشِ ، وِانّ الجنّةَ قالتْ : يا ربّ أسكنْتَني الضُّعَفاءَ والمساكين ؛ فقالَ اللّه لها: ألا تَرْضَيْنَ أنِّي زَيّنْتُ أَركانَكِ بالحسنِ والحسينِ ؛ قالَ : فماست كما تَمِيْسُ العروسُ فَرَحاً».
عن جعفرِ بنِ محمّدٍ الصّادق عليه السّلام قالَ : «اصْطَرَعَ الحسنُ والحسينُ عليهما السّلامُ بينَ يَدَيْ رسولِ اللّهِ صلّى اللّهُ عليهِ والهِ فقالَ رسولُ اللّهِ : إِيه حسنُ ، خُذْ حسيناً؟ فقالتْ فاطمةُ عليها السّلامُ : يا رسولُ اللّهِ ، أَتَستَنْهِضُ الكبيرَ على الصّغيرِ؟! فقالَ رسول اللّهِ صلّى اللّهُ عليهِ وآلهِ : هذا جَبْرئيْلُ عليهِ السّلام يقول للحسينِ : إيهاً يا حسين، خُذِ الحسنَ ».
وروى إِبراهيمُ بن الرّافعي ، عن أَبيه ، عن جدِّه قالَ : رأيتُ الحسنَ والحسين عليهما السّلامُ يمشيانِ إِلى الحجِّ ، فلم يَمُرّا براكبٍ إلا نزلَ يمشي ، فثقلَ ذلكَ على بعضِهم فقالوا لسعدِ بن أبي وَقّاصٍ : قد ثقلَ علينا المشيُ ، ولا نسَتحسنُ أَن نركبَ وهذانِ السّيًّدانِ يَمشيانِ ؛ فقاكَ سعدٌ للحسن عليهِ السّلامُ : يا أبا محمّدٍ ، إِنّ المشيَ قد ثقلَ على جماعةٍ ممن معَكَ ، والنَّاسُ إِذا رأوْكما تَمشيانِ لم تَطِبْ أَنفسُهم أَن يركبوا، فلو ركبتما؛ فقالَ الحسنُ عليهِ السّلامُ : «لا نَركبُ ، قد جَعلْنا على أَنفسِنا المشيَ إِلى بيتِ اللهِّ الحرامِ على أَقدامِنا، ولكنّنا نتنكّبُ الطّريقَ » فأَخذا جانباً منَ النّاسِ .
وروى الاوزاعيٌُ ، عن عبدِاِللهّ بنِ شدّادٍ عن أُمِّ الفضلِ بنتِ الحارثِ :أَنّها دخلتْ على رسولِ اللّهِ صلّى لم اللّه عليهِ وآلهِ فقالتْ : يا رسولَ اللهِّ ، رأَيتُ الليلةَ حُلماً مُنكَراً؛ قالَ : «وما هو؟» قالتْ : إِنّه شديدٌ ؛ قالَ : «ما هو؟» قالتْ : رأَيتُ كأنَّ قطعةً من جسدِكَ قُطِعَتْ ووُضِعَتْ في حجْري ؛ فقالَ رسولُ اللهِّ صلّى اللهُّ عليهِ وآلهِ : «خيراً رأَيتِ ، تَلِدُ فاطمةُ غلاماً فيكونُ في حجرِكِ » فولدتْ فاطمةُ الحسينَ عليهِ السّلامُ فقالتْ : وكانَ في حجري كما قالَ رسولُ اللهِّ صلّى اللّهُ عليهِ وآلهِ ، فدخلت به يوماً على النّبيِّ صلّى اللهُّ عليهِ وآلهِ فوضعتُه في حجرِهِ ، ثمّ حانتْ منِّي التفاتة فإِذا عَينا رسولِ اللّهِ عليه وآلهِ السّلامُ تُهراقانِ بالدُّموعِ ، فقلتُ : بأَبي أَنتَ وأُمِّي يا رسولَ اللهِّ ، ما لَكَ ؟! قالَ : «أَتاني جَبْرئيْلُ عليهِ السّلامُ فأَخبرَني أَنّ أُمّتي ستقتلُ ابني هذا، وأَتاني بتربةٍ من تربتهِ حمراءَ».
وروى سِماكٌ ، عنِ ابنِ مُخارِقٍ ، عن أمِّ سلمةَ - رضيَ اللهُّ عنها - قالتْ : بينا رسولُ اللهّ صلّى الله عليهِ وآلهِ ذاتَ يومٍ جالسٌ والحسينُ عليه السّلامُ جالسٌ في حجرِه ، إِذ هَمَلَتْ عيناه بالدُّموعِ ، فقلتُ له : يا رسولَ اللّهِ ،ما لي أَراكَ تبكي ، جعِلْت فداك ؟! فقالَ : «جاءَني جَبْرَئيْلُ عليهِ السّلامُ فعزّاني بابني الحسينِ ، وأَخبرَني أَنّ طائفةً من أمّتي تقتلُه ، لا أَنالهمُ اللّهُ شفاعتي »( ورُويَ :أَنّ النّبي صلّى اللهُّ عليهِ والهِ كانَ ذاتَ يومِ جالساً وحولَه عليٌ وفاطمةُ والحسنُ والحسينُ عليهم السّلامُ فقالَ لهمَ : «كيفَ بكم إذا كنتم صَرْعَى وقبورُكم شتّى؟ فقالَ له الحسينُ عليهِ السّلامُ : أَنموتُ موتاً أَو نُقتَلُ ؟ فقالَ : بل تقتل يا بُنَيَّ ظلماً، ويُقتلُ أَخوكَ ظلماً، وتشَرَّدُ ذراريُكم فِى الأرض ، فقال الحسينُ عليهِ السّلامُ : ومن يقتلُنا يا رسولَ اللّهِ ؟ قالَ : شِرارُ الَنّاسِ ، قالَ : فهل يزورنا بعدَ قتلِنا أحدٌ ؟ قالَ : نعم ، طائفةٌ من أمّتي يُريدونَ بزيارتِكم بِرِّي وصِلَتي ، فإِذا كانَ يومُ القيامةِ جئتُهم إِلى الموقفِ حتّى آخُذَ (بأَعضادِهم فاخَلِّصَهم ) من أَهوالِه وشدائدِه» .