الخطبة الاولى
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم توكلت على الله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد واله اجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
(قفوا جميعا لكي نرفع ايدينا بالدعاء).
(كل فقرة قولوا يا الله).
بسم الله الرحمن الرحيم (يا الله)
يا من اذا سأله عبد اعطاه (يا الله) واذا امل ما عند بلغه مناه (يا الله) واذا اقبل عليه اقبل عليه وادناه (يا الله) واذا جاهره بالعصيان ستر ذنبه وغطاه (يا الله) واذا توكل عليه احسبه وكفاه (يا الله) الهي من ذا الذي نزل بك ملتمسا قراك فما قريته (يا الله) ومن ذا الذي اناخ بباك مرتجيا نداك فما اوليته (يا الله) ايحسن ان ارجع عن بابك بالخيبة مصروفا (يا الله) ولست اعرف سواك مولى بالاحسان موصوفا (يا الله) كيف ارجوا غيرك (يا الله) والخير كله بيدك (يا الله) وكسف اؤمل سواك (يا الله) والخلق والامر لك (يا الله) ءاقطع رجائي منك (يا الله) وقد اوليتني ما لم اسأله من فضلك (يا الله) ام تفقرني الى مثلي (يا الله) وانا اعتصم بحبلك (يا الله) يا من سعد برحمته القاصدون (يا الله) ولم يشقى بنقمته المستغفرون (يا الله) كيف انساك ولم تزل ذاكري (يا الله) وكيف الهو عنك وانت مراقبي (يا الله) الهي بذيل كرمك اعلقت يدي (يا الله) ولنيل عطاياك بسطت املي (يا الله) فاخلصني بخالصة توحيدك (يا الله) واجعلني من صفوة عبيدك (يا الله) يا من كل هارب اليه يلتجي (يا الله) وكل طالب اياه يرتجي (يا الله) يا خير مرجو (يا الله) ويا اكرم مدعو (يا الله) ويا من لا يرد سائله (يا الله) ولا يخيب آمله (يا الله) يا من بابه مفتوح لداعيه (يا الله) وحجابه مرفوع لراجيه (يا الله) اسألك بكرمك ان تمن علي من عطائك (يا الله) بما تقر به عيني (يا الله) ومن رجائك (يا الله) بما تطمئن به نفسي (يا الله) ومن اليقين (يا الله) بما تهون به علي مصيبات الدنيا (يا الله) وتجلو به (يا الله) عن بصيرتي غشوات العمى (يا الله) برحمتك يا ارحم الراحمين (يا الله).
(الان نصلي على محمد وال محمد ونخص بالذكر مولانا صاحب الزمان (عليه افضل الصلاة والسلام) فكلما اقول فقرة قولوا يا صاحب الزمان).
اللهم صل على محمد وال محمد (يا صاحب الزمان) سلام على ال ياسين (يا صاحب الزمان) السلام عليك يا داعي الله (يا صاحب الزمان) ورباني اياته (يا صاحب الزمان) السلام عليك يا باب الله (يا صاحب الزمان) وديان دينه (يا صاحب الزمان) السلام عليك يا خليفة الله وناصر حقه (يا صاحب الزمان) السلام عليك يا حجة الله ودليل ارادته (يا صاحب الزمان) السلام عليك يا تالي كتاب الله وترجمانه (يا صاحب الزمان) السلام عليك في آناء ليلك واطراف نهارك (يا صاحب الزمان) السلام عليك يا بقية الله في ارضه (يا صاحب الزمان) السلام عليك يا ميثاق الله الذي اخذه ووكده (يا صاحب الزمان) السلام عليك يا وعد الله الذي ضمنه (يا صاحب الزمان) السلام عليك ايها العلم المنصوب (يا صاحب الزمان) والعلم المصبوب (يا صاحب الزمان) والغوث والرحمة الواسعة (يا صاحب الزمان) وعدا غير مكذوب (يا صاحب الزمان) السلام عليك حين تقوم (يا صاحب الزمان) السلام عليك حين تقعد (يا صاحب الزمان) السلام حين تقرأ وتبين (يا صاحب الزمان) السلام عليك حين تصلي وتقنت (يا صاحب الزمان) السلام عليك حين تركع وتسجد (يا صاحب الزمان) السلام حين تهلل وتكبر (يا صاحب الزمان) السلام حين تحمد وتستغفر (يا صاحب الزمان) السلام عليك حين تصبح وتمسي (يا صاحب الزمان) السلام عليك في الليل اذا يغشى (يا صاحب الزمان) والنهار اذا تجلى (يا صاحب الزمان) السلام عليك ايها الامام المأمون (يا صاحب الزمان) السلام عليك ايها المقدم المأمول (يا صاحب الزمان) السلام عليك بجوامع السلام (يا صاحب الزمان) ورحمة الله وبركاته (يا صاحب الزمان).
بسم الله الرحمن الرحيم
((ان الله لعن الكافرين واعد لهم سعيرا خالدين فيها ابدا لا يجدون وليا ولا نصيرا يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا اطعنا الله واطعنا الرسولا وقالوا ربنا انا اطعنا ساداتنا وكبراءنا فاضلوما السبيلا ربنا اتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا يا ايها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)).
غدا يوم النصف من شهر شعبان وهو ليله ويومه لهما فضل عظيم عند الله سبحانه. ومن المناسبات الاكيدة لزيارة الحسين (عليه السلام) كما ان المشهور انه يوم ولادة الامام المهدي (عليه السلام) ومن هنا يحسن التعرض الى بعض الخصائص التي تخص الامام المهدي (عليه السلام). وبهذه العجالة اريد التعرض الى الحديث المشهور وهو ان الانتفاع به حال غيبته كالانتفاع بالشمس اذا غيبها السحاب. وهذا معنى مروي عن رسول الله (صلى الله عليه واله) فعن جابر بن يزيد الجعفي قال سمعت جابر بن عبد الله الانصاري يقول: لما انزل الله تعالى على نبيه (صلى الله عليه واله) ((يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم)). قلت: يا رسول الله عرفنا الله ورسوله فمن اولي الامر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك.فقال (عليه واله السلام) : هم خلفائي من بعدي يا جابر وائمة الهدى بعدي اولهم علي بن ابي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر وستدركه يا جابرفاذا لقيته فأقرأه عني السلام ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم سميي وكنيي حجة الله في ارضه وبقيته في عباده محمد بن الحسن بن علي ذلك الذي يفتح الله عز وجل على يديه مشارق الارض ومغاربها وذلك الذي يغيب عن شيعته واوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بامامته الا من امتحن الله قلبه للايمان. قال جابر: فقلت: يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته ؟ فقال : اي والذي بعثني بالحق انهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وان علاها سحاب يا جابر هذا من مكنون سر الله ومخزون علم الله فاكتمه الا عن اهله …. الى آخر الخبر.
واود التعليق باختصار على بعض فقرات هذا الحديث :
اولا : ان تعداد الائمة (عليهم السلام) من قبل رسول الله (صلى الله عليه واله) بل حتى لو كان فرضا عن جابر بن عبد الله الانصاري (هذا خطاب لواحد يقول احتمال ان كون هذا التعداد كذبا)، فلربما هذا لم يحدث وكان بعض هؤلاء عقيما مثلا او انه ما او قتل قبل ان يولد له ولد وهكذا .. مع ان هذه السلسلة المباركة قد حدثت فعلا وهو موجودون بنفس هذا التسلسل بضرورة التاريخ. وهذا معناه ان جابر بن عبد الله كان واثقا من روايته عن رسول الله (صلى الله عليه واله) وكان رسول الله (صلى الله عليه واله) واثقا من الهام الله تعالى له ووحيه اليه جل جلاله. والمهم انها فعلا قد تحققت بلمس اليد.
ثانيا : انه يعبر عن الامام المهدي بـ(سميي وكنيي) يعني ان اسمه يشبه اسمي وهو محمد وكنيته تشبه كنيتي وهو ابو القاسم فان ابا القاسم كما هو من كنى رسول الله (صلى الله عليه واله) كذلك هو من كنى صاحب الزمان عجل الله فرجه.
ثالثا : انه (صلى الله عليه واله) قال في الحديث : (يفتح اللخ عز وجل على يديه مشارق الارض ومغاربها). اقول: يعني كل وجه الكرة الارضية وماذا يستطيع رسول الله (صلى الله عليه واله) ان يعبر في ذلك الحين الذي كان اغلب اجزاء الكرة الارضية مجهولا بحيث يكون التعبير بما يفهمه الناس ولا يستوحشون منه طبقا لقانون (كلم الناس على قدر عقولهم) الا ان يقول مشارق الارض ومغاربها.
رابعا : انه (صلى الله عليه واله) قال : (لا يثبت فيها (اي في عصر الغيبة) على القول بامامته الا من امتحن الله قلبه للايمان). اقول: لوضوح انه لو كان في النفس اقل ضعف او في الايمان اقل تدني او في القلب اقل وسوسة فان الامر سيكون صعب الاستهلاك بالنسبة الى الفرد وسوف تطرأ عليه الشبهات وتغيره الاهواء وترمي به الريح في مكان سحيق ولا يبقى على الثبات الحقيقي لليقين بالامامة الا من امتحن الله قلبه للايمان. وفي حديث آخر ما مضمونه: (ان الله تعالى علم ان اولياءه لا يشكون ولو علم انهم يشكون لما غيب الله عنهم وليه طرفة عين).
والمهم اننا جميعا انشاء الله بين مؤمن فعلا وبين من يكون في طريقه الى الايمان والمهم هو الاخلاص الذي ينفي الشك ويجعل للفرد همة الى الاسلام بكل تفاصيله سواء في اصول الدين او فروعه.
خامسا : انه (صلى الله عليه واله) قال : (يا جابر هذا من مكنون سر الله ومخزون علم الله فاكتمه الا عن اهله). اقول : لان هذا النوع من التنبوء طويل الامد لم يكن مستساغا تجاه ضعف النفوس وضحالة المستويات يومئذٍ. ومن هنا كانت تعاليم المذهب بالمعنى الدقيق الذي نفهمه الان لا تصل الا الى الاوحدي من الناس ومن هنا توهم بعضهم في محمد بن الحسن ذي النفس الزكية انه هو المهدي وتزهم بعضهم ذلك في الامام الكاظم (عليه السلام) وفي الامام الرضا (عليه السلام). حتى ان دعبل الخزاعي (عليه الرحمة) الذي ذكر المهدي (عليه السلام) في قصيدته المشهورة سأله الامام الرضا (عليه السلام): فهل تدري من هذا الامام ومتى يقوم ؟ قلت : لا. الا انني سمعت يا مولاي بخروج امام منكم يملء الارض عدلا. فقال : يا دعبل الامام بعدي محمد ابني ومن بعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره ولو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملء الارض عدلا كما ملئت جورا.
فنرى ان الامام (عليه السلام) اخبر دعبل باسماء الائمة المعصومين (عليهم السلام) بعده وكان دعبل لا يعرفهم. فالمهم ان الصيغة الاساسية للمذهب كما نعرفها الان لم تكن معطاة الا للقليل من الناس القريبين من المعصومين. واما دعبل فقد قصده من بعيد ولم يكن منهم.
ومن جملة نتائج ذلك حصول الانقسامات في اهل المذهب الواحد كالزيدية والاسماعيلية والفطحية والواقفية او الواقفة وغيرهم وكذلك حصلت فرصة لجعفر بن علي الذي قد يسمى بالكذاب ان يجلس للمبايعة للامامة بعد اخيه الحسن العسكري (عليه السلام) ولو كان الناس واعين حقيقة لاصول المذهب لما ذهب اليه احد. وهذا كله ناشيء من كتمان الصيغة الاساسية :
اولا : لعدم تحمل كثير من الناس لتفاصيلها يومئذٍ.
ثانيا :للتقية من الاعداء.
ثالثا : للاختبار للجميع من حيث يرى من يفحص عن دينه ويدقق فيه او من يهمل ذلك.
رابعا : ما سمعناه عن الامام الجواد (عليه السلام) حين قال: (اسكت كما سكت اباؤك)، يخاطب نفسه طبعا. وقول احد المعصومين (عليهم السلام): (لو اذن لنا بالكلام لزال الشك).
خامسا : قول امير المؤمنين (عليه السلام) بحسب الرواية : (لا يزيد تفرق الناس عني وحشة). اقول : ان من يذهب عن الايمان وعن الجادة الحق، فانه يذهب حسب استحقاقه الى النار. وفي بعض الروايات ان رسول الله (صلى الله عليه واله) كان في مرضه الاخير الذي توفي فيه وكان عنده عبد الله بن العباس او العباس نفسه، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : حيثما يكون علي فكن. قال : يا رسول الله اذهب فاخبر الناس ؟ قال : لا، يفعل الله ما يشاء.
وعلى اي حال فان هذا الحديث الذي نتكلم عنه في ان المهدي حال غيبته كالشمس اذا غيبها السحاب مروي عن رسول الله (صلى الله عليه واله) كما هو مروي عن عدد من المعصومين (عليه السلام) كما هو مروي عن المهدي نفسه (عليه السلام) فيما خرج من توقيعاته خلال غيبته الصغرى.
اسحاق بن يعقوب قال: سألت محمد بن عثمان العمري (رضي الله عنه) ان يوصل كتابا سألت فيه عن مسائل اشكلت علي، فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان (عليه السلام): اما ما سألت عنه ارشدك الله وثبتك من امر المنكرين لي من اهل بيتنا وبني عمنا فاعلم انه ليس بين الله وبين احد قرابة ومن انكرني فليس مني وسبيله سبيل ابن نوح (عليه السلام) واما سبيل عمي جعفر وولده فسبيل اخوة يوسف (سلام الله عليه) واما اموالكم فلا نقبلها الا لتطهر فمن شاء فليصل ومن شاء فليقطع فما اتنا الله خير مما اتاكم واما ظهور الفرج فانخ الى الله تعالى ذكره وكذب الوقاتون واما قول من زعم ان الحسين (عليه السلام) لم يقتل فكفر وتكذيب وضلال واما الحوادث فارجعوا فيها الى رواة حديثنا فانهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم واما محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه وعن ابيه من قبل فانه ثقتي وكتابه كتابي … الى ان يقول: واما علة ما وقع من الغيبة فان الله عز وجل يقول ((لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسوءكم)) انه لم يكن احد من ابائي الا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه واني اخرج حين اخرج ولا بيعة لاحد من الطواغيت في عنقي واما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس اذا غيبها السحاب عن الابصار واني لامان لاهل الارض كما ان النجوم امان لاهل السماء فاغلقوا باب السؤال عما لا يعنيكم ولا تكلفوا علم ما قد كفيتم واكثروا الدعاء بتعجيل الفرج والسلام عليك يا اسحاق بن يعقوب وعلى من اتبع الهدى.
اقول : واود ان اعلق باختصار على بعض فقرات هذه الرواية:
اولا : قال (عليه السلام) : (من امر المنكرين من اهل بيتنا وبني عمنا فاعلم انه ليس بين الله وبين احد قرابة ومن انكرني فليس مني وسبيله سبيل ابن نوح (عليه السلام)) يعني طبقا لقوله تعالى: ((انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح فلا تسألني عما ليس لك به علم)).
ثانيا : قوله : (واما اموالكم فما نقبلها الا لتطهر) يعني ليس في دفع الحقوق الشرعية اي خسارة وان كان ظاهرا كذلك الا انه الربح بعينه والبركة الحقيقية. اما ثواب الاخرة فواضح لكل عمل يقصد به المكلف امر الله تعالى ورضاه. واما في الدنيا فنحن موعودون فعلا ومجرب حقيقة وكثيرا بتنامي المال وزيادته بالانفاق الشرعي منه سواء كان مستحبا كالصدقة او واجبا كالزكاة والخمس ويضاعف الله لمن يشاء. مضافا الى التطهير المشار اليه في الرواية لان قال : (لتطهر) فان الاموال مهما كان حالها فانها تجمع من مختلف الناس ممن لا يدفع الزكاة او لا يدفع الخمس او حصل عليها بمعاملة باطلة او بارث لا يستحقه وغير ذلك كثير فتكون دفع الحقوق الشرعية تطهيرا ويبقى ما عندك حلالا مأذونا به بالولاية العامة المعطاة للمعصوميت (سلام الله عليهم).
ثالثا : انه قال : (واما ظهور الفرج فانه الى تعالى ذكره) يعني ليس لي ولا لاحد من خلقه وانما هو منوط بالله سبحانه و(كذب الوقاتون) فليس من حق احد ان يعطي وقتا معينا او ان يسأل عن وقته كما الان بعض الناس قالوا ان وقت الظهور قريب فانه كذب ومما لا دليل عليه.
رابعا : قوله : (واما الحوادث الواقع ةفارجعوا فيها الى رواة احاديثنا فانهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم) وظاهر (الحوادث الواقعة) هو الامور المستجدة او المسائل المستحدثة وان كان بحسب الواقع يعم كل الحوادث كما هوز واضح لان كل الحوادث الواقعة هي من الحوادث الواقعة. فيكون هذا الحديث الشريف من ادلة الولاية العامة، والظاهر من (رواة حديثنا) الذين يجب الرجوع اليهم ليس الحديث اللفظي وهو السنة الشريفة ليختص الامر بالرواة لها وانما يراد بالحديث مضمونه ومعانيه فيعم الفتوى والحكم بالولاية.
خامسا : قوله (عليه السلام) : (فاغلقوا باب السؤال عما لا يعنيكم ولا تكلفوا (يعني لا تتكلفوا) ما قد كفيتم) يعني ما لم تكن مسؤوليته في ذمتكم. وهذا نحو مما سمعناه من انه احد الائمة (عليه السلام) : (لو اذن لنا بالكلام لزال الشك)، لان ظروف التصريح بالحق بتفاصيله الحقيقية والكثيرة غير متيسرة غالبا وضعف النفوس موجود والمرجفون الذين يحاولون التغليط موجودون باستمرار اذن فلا ينبغي التصريح بكل ما يعرفون (عليهم السلام) من التفاصيل.
سادسا : قوله (عليه السلام) : (واكثروا الدعاء بتعجيل الفرج) وذا نحن نقول: اللهم عجل فرجه وسهل مخرجه واجعلنا من اصحابه وانصاره وارزقنا خيره ورضاه في حال غيبته وعند ظهوره (قولوا آمين) (آمين).
غير انه ورد في السنة الشريفة ما مضمونه: (اللهم ارزقني من الرضا حتى بقضائك والتسليم بقدرك بحيث لا احبت عجيل ما اخرت ولا تاجيل ما قدمت) مع الالتفات الى ان تعجيل الظهور لو حصل لما كان في المصلحة لان الله تعالى انما يختار الظهور في الوقت المناسب له فلو حصل اسرع من ذلك لما كان في الوقت المناسب.الا انه مع ذلك يمكن حمل هذا الامر بالتعجيل على وجوه من الصحة:
الوجه الاول : ان الله تعالى قادر على تعجيل الوقت المناسب للظهور
الوجه الثاني : ان الله تعالى قادر على اعطاءه النصر علىكل حال وان لم يكن الوقت مناسبا.
الوجه الثالث : شد المحبين والموالين بالامام (عليه السلام) عاطفيا وتذكره دائما.
الوجه الرابع : دعم النفوس الضعيفة التي تشعر بقلة الصبر مع شدة انواع البلاء الدنيوي وان افضل من يستجار به بعد الله سبحانه هو امامنا الفعلي وقائدنا الحي الحقيقي الامام المهدي (عليه السلام). ونكمل في الخطبة الثانية انشاء الله تعالى.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * اياك نعبد واياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين انعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضالين * صدق الله العلي العظيم