جنوب العراق – الملف برس
علمت ( الملف برس ) من مصادرها الخاصة في التيار الصدري إن قرار الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر بتجميد الأنشطة العسكرية لجيش المهدي سيعصف بالعمود الفقري للهيكلية العامة وبالقيادات والزعامات الصدرية في خطوة لقيام مؤسسة التيار الصدري وفق نظام مؤسساتي سياسي وعسكري منظم من اجل إنقاذ التيار الصدري من الآثار الكارثية التي حلت به لاختراقه من قبل مخابرات دول الجوار بسبب ( اللامركزية المطلقة ) التي يتصف بها , وتسخير هذه المخابرات لعناصر من جيش المهدي لتنفيذ مآربها في إشاعة الفوضى والدمار في الشارع العراقي .
واشارت هذه المصادر الى إن تيارا عقائدياً أو من يطلق عليهم ( الصدريون الخلّص) سبق وان عاش المحن والنكبات مع السيد محمد محمد صادق الصدر الذي اغتالته عناصر مخابرات النظام السابق في النجف الاشرف, هو من حث الزعيم الشاب مقتدى الصدر على إعادة هيكلية جيش المهدي برؤى ناضجة وسياسة عمل مؤسساتية لتحويله من عنوانه الميليشاوي الراهن إلى عنوانه العقائدي لقطع الطريق أمام مغتنمي الفرص من أجهزة مخابرات دول إقليمية وعربية تريد إحباط المشروع الاميركي في تصدير ( الديمقراطية ) إلى أنظمة الحكم المستبدة .
فيما يسعى تيار آخر من منتهزي حالة ( الفوضى اللاخلاقة ) لتنفيذ مخططات دول إقليمية وعربية لتصفية الحسابات مع واشنطن في العراق في أسوء شكل من أشكال الصراع بين الحضارات والايدولوجيات وذلك بتكبيل البلد المهان بدوامة من العنف الطائفي .
ومابين هذا التيار وذاك تبقى فضاءات الشارع العراقي مشرعة والأفق السياسي ممتدا لما سيؤول إليه ( القرار المقتدائي ) من تداعيات سيما وان لهذا القرار أصداء واسعة دوليا وعربيا وإقليميا ومحليا وخصوصا الأصداء في الأوساط الاجتماعية والسياسية والدينية معززا بالإجماع الجماهيري على صواب قرار الصدر في المرحلة الراهنة .
( الملف برس ) تابعت هذه الأصداء واختارت نخبة مختلفة الانتماءات والمشارب في محافظة ذي قار التي تعد من معاقل التيار الصدري المهمة في جنوب العراق.
الخط الصدري والتيار الصدري
القيادي في حزب الدعوة الإسلامية حمود عبد الحسن العبودي قال : إن هذا القرار يمثل إشارة ايجابية إلى إدراك قيادات الخط الصدري وعلى رأسهم مقتدى الصدر بان التيار الصدري قد تسلل إليه من لا يحمل مفرداته وبرامجه إلا ما يحقق له مصالحه الخاصة وبمعنى آخر إن هناك فرقا مابين الخط الصدري وما بين التيار الصدري, فالخط الصدري مدرسة عقائدية وفكرية وسياسية وضع أساسها الإمام الشهيد محمد باقر الصدر واستلم من بعده المسؤولية المرجع الشيعي محمد محمد صادق الصدر . ولا يختلف اثنان فان مدرسة الخط الصدري هي التي أعادت للأمة حيويتها في هذا المقطع الزمني الحساس وبالخصوص في أواسط القرن الماضي والى يومنا هذا .. إلا انه وكسائر الحركات السياسية والاجتماعية وحتى على مستوى الديانات فان هناك من يدعي الانتساب إلى هذه الديانة أو تلك أو هذه الحركة أو غيرها من الحركات وليس له صدقية في الانتماء إلا الوصول إلى مقاصده الخاصة, ولعل القران الكريم قد أشار إلى ذلك حينما قال ( ومنهم من يعبد الله على حرف فان أصابه خير اطمئن به وان أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ) .. ونحن في ضوء ما عشناه من أحداث مؤلمة في الأيام الماضية في مدينة كربلاء المقدسة لا نريد أن نحمل الخط الصدري مسؤولية ما حدث وإنما نريد أن نحمل من ادعى انه ينتسب إلى التيار الصدري وهو منه براء, فالتيار ليس حزبا سياسيا يتم انتقاء عناصره بروية وهدوء بل هو تيار جماهيري واسع يسهل الدخول إليه كما يصعب معرفة المتسللين إليه أيضا لأغراضهم الخاصة , لذلك كان قرار السيد الصدر قرارا يمتاز بكل معاني الحكمة والرؤية الواضحة للمستقبل في إن يضع التيار على الخط الذي أراده كتيار يحمل أبعاد عقائدية ويمتاز بالروح الوطنية .. وإذا أردنا أن نقرا ما حصل في كربلاء المقدسة قراءة هادئة فاننا ولاشك سنمد أصابع الاتهام إلى المخابرات الإقليمية والى ما كانت تدعوا إليه الفتاوى التكفيرية لابن جبرين وأمثاله . إننا ولاشك نعتقد اعتقادا جازما إن ما جرى في كربلاء قد تم التخطيط له خارج الحدود لأننا نؤمن أيمانا راسخا بأنه ومهما بلغت الخلافات في المواقف السياسية بين الكيانات المختلفة فإنها لاتصل إلى مستوى ما حصل من تجاوز على المقدسات وهذا مالا يختلف عليه اثنان وبالتالي فان ماتم التخطيط له قد استطاع أن يخترق بشعارات مختلفة بعض عقول المغفلين والبسطاء وهو ما حصل .
ويؤكد العبودي : إن ما حصل في كربلاء يمثل سقوطا اخلاقيا لكل من امتدت يداه على حرمة الحرمين الطاهرين وهو يذكرنا وبلا أدنى شك بتلك الأيادي الآثمة التي تجاوزت على ذات الحرمين وبمثل هذه الأيام المباركة في الانتفاضة الشعبانية في اوائل التسعينات .. وإذا أرادت الذاكرة العراقية أن تتحفز عليها أن تستذكر ما حصل في تلك السنين وما حصل خلال هذه الأيام, إنها المدرسة الدموية التي حكمت البلاد بالحديد والنار واذلت العباد تحت عناوين قومية سياسية والقائد الضرورة.
وتابع : على الآمة أن تعي ما يخطط ويجري والمسؤولية لا يستثنى منها احد في وجوب التنبيه والتذكير وعلى كل الشخصيات السياسية والاجتماعية وجميع التيارات العلمائية والمكاتب الشرعية أن تستنفر طاقاتها لتهييء الأمة وتكشف لها الحقائق, فعوام الناس أمانة في أعناق العارفين وإذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه.
قرار يفحص مكونات التيار
وقال القيادي الشيوعي علي عويش الهلالي: أن قرار السيد الصدر هو قرار مناسب لأنه يؤدي إلى التهدئة وعدم تحميل الشعب العراقي هموم أخرى, وإعطاء فرصة للجميع من اجل التفاهم ومعرفة حقيقة ما حصل في الزيارة الشعبانية .. كذلك إن هذا التجميد يساعده على فحص مكونات التيار وهل هناك اختراق من جهات أخرى, فنحن نبارك أي عمل يؤدي إلى التهدئة وحل المشاكل العالقة من خلال الحوار والتفاهم لاسيما إن كل الفرقاء تهمهم مصلحة الوطن واحترام المقدسات وكذلك احترام المناسبات الدينية واعطاء الناس حقها في ممارسة الطقوس الدينية .. كما نؤكد على تحديث الأجهزة الأمنية وبنائها بشكل سليم وتأهيلها بما يكفل لها أداء دورها بشكل صحيح وهذا يستلزم إعادة النظر في إعداد وتأهيل هذه الأجهزة بما يمكنها من النهوض بمهماتها .
قرار يجتث المساوىء
اما الشيخ علي السهلاني فقال إن في كل حزب ومؤسسة سواء كانت صغيرة أو كبيرة لابد إن يوجد في عناصرها وكوادرها عناصر غير منسجمة بفعلها مع ذلك التيار , وبما إن جيش الإمام المهدي تيار له كوادر كثيرة وغير محصورة العدد فمن الطبيعي ان يحصل الاختراق والعناصر التي تحمل بين طياتها الإساءة إلى نفس التيار بأفعالهم السيئة, فوصلت المعلومات المتكررة إلى ( سماحة القائد) بوجود هذه العناصر المندسة التي أساءت إلى سمعة جيش الإمام المهدي فاضطر إلى إصدار هذا القرار لفرز العناصر الخبيثة التي من شانها التخريب وربما كانت مدفوعة من جهات معادية إلى التيار الصدري بل وحتى إلى الوطن بأفعالهم الرديئة والخسيسة, فجاء قرار (سماحته) بتجميد جيش الأمام المهدي لاختيار العناصر المؤمنة الذين هدفهم وهمهم الدفاع عن الوطن وعن المذهب.
ورأى الناشط كامل موسى عبد إن قرار السيد الصدر قرار صائب بل هو قرار المرحلة يقطع الطريق أمام الذين اندسوا في التيار الصدري وارتكبوا جرائم بحق الإنسانية ووضعوا أنفسهم حاكمين في الشارع العراقي مستغلين نفوذ هذا التيار وعراقته واصالته وتاريخه المعروف ضد جميع إشكال الظلم والاستبداد, لتنفيذ مآربهم الخبيثة لذلك جاء هذا القرار ليثبت ان السيد الصدر لا يسمح للجراثيم البشرية أن تتسلل إلى بيته الصدري العريق .
الخميس 6 سبتمبر - 12:24
